قال رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الثقافة، التي تعرف حاليا حركية فريدة من نوعها، تعد أنجع قاطرة للتنمية الاقتصادية وحصنا في وجه الظلامية مهما كان مصدرها.
وأضاف أنه يجد في الثقافة أيضا “قاطرة للتنمية الاقتصادية” من منطلق أن كل تظاهرة ثقافية تفرز، اليوم، تنمية اقتصادية. وتوقف عند نموذج مهرجان “موازين..إيقاعات العالم” معتبرا أنه بات “موعدا دوليا يجتذب النجوم والموسيقيين والزوار عبر العالم، مما يثمر وقعا اقتصاديا ملموسا على العاصمة، وخصوصا على مستوى القطاع السياحي”.
موازين، تيميتار بأكادير، مهرجان فاس للموسيقى الروحية، كل هذه المهرجانات، وبالنظر الى جودتها وحجم جمهورها، تعزز هذا الشغف لدى المغاربة بالذهاب الى الأبعد والتشبع بالثقافة والانفتاح على الآخر. إنه، يقول قطبي، انفتاح على باقي الثقافات وباقي الشعوب.
وعلى هذا الأساس، عبر رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف عن دعمه لكل المهرجانات التي تشهد تطورا بالمغرب ولكل مبادرة أخرى من شأنها افراز دينامية ثقافية.
وسجل المهدي قطبي أن افتتاح متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، الذي دشنه الملك محمد السادس، شكل أحد الأحداث البارزة التي طبعت السنة الماضية.
وأبرز رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف “النجاح الاستثنائي” الذي حققته لدى الجمهور مختلف المعارض التي استقبلها المتحف، وخصوصا معرض “المغرب الوسيط” الذي تم تمديده الى فاتح شتنبر ومعرض الفن الحضري “ماين ستريت” وكذا المعرض الافتتاحي بعنوان “تاريخ الرسم بالمغرب”.
و عن متحف محمد السادس يقول قطبي أنه منذ افتتاحه في أكتوبر 2014، اجتذب المتحف حوالي 120 ألف زائر، 10 في المائة منهم من تلامذة المدارس الذين توافدوا من مدن مختلفة عبر المملكة (12 ألف تلميذ)، وهو ” أمر عظيم” بالنسبة لمؤسسة ثقافية متحفية، حسب قطبي.
وهو يرى أنها انطلاقة جيدة جدا بالنسبة لمتحف محمد السادس الذي يرسخ نفسه كمؤسسة في الواجهة ضمن برمجة “الرباط مدينة النور، عاصمة ثقافية للمغرب” مؤكدا تعبئة المؤسسة الوطنية للمتاحف من أجل تجسيد هذا المشروع الذي أراده صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي اطار مشروع “مدينة النور”، تنكب المؤسسة أيضا على ترميم متحف الاوداية للأركيولوجيا، فضلا عن اطلاق مشروع المتحف الوطني للأركيولوجيا وعلوم الأرض، بإشراف تنفيذي من قبل وكالة تهيئة حوض أبي رقراق وتنظيم معارض دولية تكريسا لمفهوم “الدبلوماسية الثقافية”.
وأشار المهدي قطبي الى أن المؤسسة وضعت، ضمن مخططها الاستراتيجي، على رأس أولوياتها تجديد المتاحف الوطنية من أجل تعزيز ولوجيتها على مستوى فضاءات الاستقبال والبرمجة، وعبر اعطاء طابع موضوعاتي لكل منطقة، مع التركيز على مدن الرباط وطنجة وفاس ومراكش.
وأبرز أن الأمر يتعلق بعواصم للنشاط السياحي، وقصد المساهمة أكثر في تنمية هذا القطاع، “نحن مدعوون الى العمل أولا على صعيد هذه المدن الاربعة” على أن تتبعها مناطق أخرى.
وفضلا عن ترميم المتاحف، تعمل المؤسسة على حفظ واثراء التراث المتحفي المغربي (من خلال اقتناء قطع فنية من اختيار لجنة وطنية وترميم المجموعات الموجودة واصدار كتب وكتالوغات) ودمقرطة الولوج الى هذه المؤسسات والمساهمة في الاشعاع الدولي للثقافة والقيم المغربية.