عزيز الدراز
أجمع كل من الصحافيين جمال بودومة، عبد الله الدامون ورشيد البلغيتي، في ندوة إعلامية حول “الكتابة الساخرة في الصحافة المغربية”، نظمتها مجموعة عمل منظمة حريات الإعلام والتعبير، مساء السبت 4 يوليوز 2015 بطنجة، على رسم صورة قاتمة لحرية الصحافة والتعبير عموما في المغرب خلال السنوات الأخيرة.
وقد أشار رشيد البلغيتي، الصحافي بالجريدة الالكترونية “لكم” في هذا السياق إلى بعض المؤشرا ت على استمرار تضييق هامش حرية الصحافة من قبيل اعتقال رسام الكاريكاتير خالد كدار، ومنع الصحافي علي المرابط من مزاولة العمل الصحافي، ومحاولة تمرير مشروع قانون للصحافة لا يستجيب للحد الأدنى من مطالب المهنيين ومنظمات حقوق الانسان الوطنية والدولية.
إلى ذلك قال جمال بدومة، رئيس تحرير بقناة “فرانس24″ وكاتب العمود الساخر”البلاد التي..” إن اختيار مزاولة الكتابة الساخرة يضع الصحافي في مقدمة خط المواجهة مع قوى المقاومة سواء كانت سلطة حاكمة أو رأيا عاما محافظا، مؤكدا أن هذا الجنس التعبيري غالبا ما يستسهله بعض الصحافيين إلى درجة التمييع والخلط واعتباره ضربا من التنكيت والتهريج، مشيرا إلى أن كتابة المقال الساخر تتطلب إلماما عميقا بتقنيات الكتابة الإبداعية وامتلاك رصيد معرفي واسع ومواكبة المستجدات في شتى نواحي الحياة، والقدرة على إلتقاط مفارقات وتناقضات الواقع بذكاء، مذكرا في هذا السياق بأن أنجح كتاب المقال الساخر جاؤوا من الشعر كما هو الشأن بالنسبة للشاعر السوري الكبير محمد الماغوط.
من جهته شدد عبد الله الدامون، مدير النشر بجريدة المساء، على حساسية هذا الجنس الصحافي الصعب والمزعج بالنظر إلى الجرعة الزائدة من النقد والسخرية التي يرتكز عليها في بناء متنه، مشيرا إلى أن جذور هذا النمط من الكتابة لدى العرب تعود إلى العصر العباسي مع بعض الشعراء كالمتنبي وجرير والفرزدق. واعتبر الدامون أن التواصل بين كاتب المقال الساخر والمتلقي لا يمكن أن يتحقق دون حصول تواطؤ ضمني بين الطرفين.
هذا التواطؤ الذي تحدث عنه الدامون ربما قد تحقق من خلال التفاعل القوي للجمهور المتابع للندوة مع قراءة ممتعة تلاها جمال بودومة لعمود ساخر اختاره من كتابه “بإسم جيل ضائع” الذي جرى توقيعه في ختام هذا السمر الإعلامي الرمضاني المتميز.