استحضار روح الميموني في ملتقى الشعر والمسرح بتطوان

 

  نظمت دار الشعر بتطوان مؤخرا الدورة الأولى من “ملتقى الشعر والمسرح”، في مسرح دار الثقافة بتطوان، وقد خصص لتخليد الذكرى الثانية لرحيل الشاعر المغربي محمد الميموني، بمشاركة الباحث المغربي في الآداب الإسبانية مصطفى عديلة والباحث الإسباني أنطونيو رويس رييس والكاتب والصحافي المغربي محمد بوخزار، الذين قدموا شهادات عن تجربة الشاعر الراحل في الشعر والحياة، وعلاقته بالشاعر الإسباني فيدريكو غارسيا لوركا.

  الناقد عبد اللطيف البازي استهل تقديمه بالحديث عن المكانة الثقافية والرمزية للراحل في الثقافة المغربية، باعتباره شاعراً عظيما ومناضلا شرسا تصدى للدفاع عن قيم الحرية والكرامة الإنسانية في فترات رهيبة من تاريخنا الحديث. أما الباحث الأكاديمي في الآداب الإسبانية مصطفى اعديلة، وهو من أصدقاء الراحل أيضا، فأكد كم كان الميموني “صاحب أخلاق رفيعة وقناعات وقيماً إنسانية راسخة، مثلما يظل من رجالات التربية والتعليم الأوائل في مغرب ما بعد الاستقلال“.

  وأكد الكاتب والصحافي المغربي محمد بوخزار، وهو من أصدقاء الراحل منذ سنوات الطفولة فالجامعة والنضال، أن الراحل الميموني كان يتمتع بأخلاق عالية  وشكل أحد أبرز الأعلام  الذين أرسوا أسس القصيدة الحديثة في المغرب، ومنحوها السمات المميزة التي بصمت نتاج الشاعر وجيله، ليتناقلها ويتمثلها من أتى بعده بحساسية جمالية مغايرة، ورهانات إبداعية في سياقات مختلفة.

  وتحدث الكاتب والباحث الإسباني أنطونيو رويس رييس عن علاقته بالشاعر الميموني، منذ تأسيس المركز الثقافي الأندلس في مدينة مرتيل؛ وهي لحظة أتاحت له “التعرف إلى شاعر مغربي مرموق، وإلى إنسان رفيع، وشخصية مؤثرة، كان له الفضل في بناء ذلك الصرح الثقافي، وهو المركز الثقافي “الأندلس”، الذي استضاف كبار الشعراء والكتاب والمثقفين المغاربة والإسبان، وفي طليعتهم وصدارتهم الشاعر الراحل محمد الميموني“.

  من جهته، استعرض مخلص الصغير، مدير دار الشعر بتطوان، جوانب من البدايات الثقافية والفنية للراحل  محمد الميموني منها تقديم نصوصاً مسرحية، وهي “أول الغيث” و”آخر أعوام العقم”، ومماسته للتمثيل المسرحي في بداية الخمسينيات، حيث كانت له فرقة مسرحية في شفشاون رفقة عبد القادر العافية وعبد الكريم الطبال وآخرين.

  ويبقى الميموني من أهم مترجمي لوركا، مثلما كتب عنه أكثر من دراسة نقدية. كما تأثرت قصيدة الميموني بالتجربة الشعرية الزاخرة لشاعر الأندلس والإنسانية فيديريكو غارسيا لوركا، مثلما جمعهما عشق غرناطة وابنتها تطوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *