في زمن اليمين المتطرف، لا مكان لمسرحية “الزمن الموازي” على خشبة مسرح الميدان في حيفا، حيث تتوقف حرية التعبير عن الرأي ويحضر مقص الرقابة لأن المسرحية تجسد آلام الأسرى الفلسطينيين، وتلقي الضوء على جوانب إنسانية في حياتهم داخل الأسر وعلى أحلامهم بعد التحرر.
وقد قررت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف في 16 يونيو 2015 تجميد ميزانية “مسرح الميدان العربي” في مدينة حيفا على خلفية عرض مسرحية “الزمن الموازي” المستوحاة من قصة الأسير وليد دقة الذي يقبع في السجون الإسرائيلية منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي.
واعتبرت الممثلة بمسرح الميدان، سلوى نقارة، أن هذا السلوك “هو استمرار للتعامل السلطوي من النكبة إلى اليوم، وأن هذا يسمى إرهابا فكريا لأن إسرائيل لا تريد أن تكون هناك ماهية وفكر خاص بالشعب الفلسطيني”.
وأثارت المسرحية المستوحاة من رسائل للأسير وليد دقة المعتقل منذ ثلاثين عاما غضب عائلة الجندي الإسرائيلي الذي أدين دقة بقتله.
وتوقف عرض المسرحية بعد تجميد وزارة الثقافة الإسرائيلية الدعم للمسرح بدعوى أنه لا يمكن تمويل مسرحية تصور قاتل جندي إسرائيلي بصورة إنسانية، وسبق ذلك تجميد بلدية حيفا دعمها المالي للمسرح بدعوى خلطه الفن بالسياسة.
ويقول القائمون على مسرح الميدان إن هذا الأخير لن يوقف نشاطه، بل سيقوم بجولات لعرض المسرحية في البلدان العربية وسيبحث عن مصادر تمويل مستقلة.