الموت بداية، نهاية … الموت ذكرى، نسيان … الموت حضور، غياب… هذا واقع حال شكري!!! فلا هو ميت ولا هو حي…! طيف هو، وحلول فينا، في المكان، في الزمان! حد التماهي يخالجنا…! لا يموت الإنسان إن ظل يتربص ويشاكس ويقاوم النسيان هذا حال صاحبنا خانه الأصدقاء قبل الخصوم . تنكر له من تملق بالأمس، وجانبه من كان يصبو نحوه بلهفة وشبق، لكن شكري، ومن قبوه المنسي، ظل يقاوم تعرية التاريخ، ينفض الغبار، يستفز الذاكرة، يعري النفاق وأصدقاء التباهي بالصورة، ضاحكا من كان يتقرب منه زلفى!؟ نسي الجميع أن موته كان بداية، وأنه لا يزال يطل علينا ويتكشف عروتنا، ولا يقلقه ما أقلقني وجعلني أستحيي من نفسي وكأنه يناجيني قائلا: متى كان لي بيتا محترما حتى يكون لي قبر لا تدوسه الأقدام، فقد دستموني حيا وها أنتم تدوسنني موؤودا، فلا حرج!؟. يستمر مناجيا، وأنا في دهشة من أمري – لا توازيها إلا دهشة البداية -: لا تخف علي فأنا كما عهدتني، جسدا كنت أو طيفا، لا زلت رافضا لكل مظاهر الحضارة الزائفة، والقصور والأضرحة الفاخرة، لا ترتب علي من النسيان فبناتي تسكنكم ولربما ضاجعتكم وتوالدت بينكم ومنكم، فمن أنتم ومن أنا. ضعوا حدا فاصلا متى استطعتم وحددوا بداياتي ونهاياتي ومتى تبتدؤون ومتى تنتهون، ومتى أحضر ومتى أتوارى…!! لا أضنكم تستطيعون محوي من الذاكرة، فأنتم مسكونون بي وأنا مسكون بكم، حتى وإن تنكرتم لي وأردتم وأدي. فما عساي رابح أو خاسر إن أهملتم قبري ومزقتم دفاتري..؟ انظروا أنفسكم، إن كانت مرتاحة فأنا مرتاح، فأنا من وحدتي وعتمة فضائي أكسر صمتكم ومؤامراتكم. رمموا القبر أو اتركوه على عالته فذاك شأنكم!! يتبع..