نبش ذاكرة اليهود المغاربة مرة أخرى في المهرجان الوطني للفيلم

منتصف الليل
المخرج جيروم كوهين ( الثاني على اليمين) أثناء مناقشة الفيلم
فاصل ثقافي

  يعود النبش، سينمائيا، في ذاكرة اليهود المغاربة المهاجرين أو المهجرين إلى شاشة عروض المهرجان الوطني للفيلم في دورته السابعة عشرة.
 فبعد المخرجين المغاربة حسن بن جلون “فين ماشي يا موشي”، ومحمد اسماعيل “وداعا أمهات”، وهشام هشكار “تنغير جيروزاليم: صدى الملاح”، أتى الدور على المخرج المغربي اليهودي أوليفر كوهين لمعالجة هذا الموضوع من زاوية سينمائية في شريطه “أسطورة منتصف الليل” الذي جرى عرضه مساء أول أمس السبت ضمن عروض المسابقة الرسمية للأشرطة الطويلة المتبارية في إطار فعاليات الدورة 17 من المهرجان الوطني للفيلم المنظم في طنجة ما بين 26 فبراير و 5 مارس 2016.
  تنطلق أحداث هذا الفيلم، الحاصل على أكبر قيمة دعم في تاريخ السينما المغربية بحوالي 600 مليون سنتيم، بعودة الموسقار اليهودي إلى الدار البيضاء، موطن ولادته ونشأته، بهدف البحث عن أعضاء الجوق، الذين اشتغلوا معه في الستينيات من القرن الماضي، لكنه يستشعر اقتراب لحظة وفاته، فيوصي أكبر أبنائه بالقدوم إلى المغرب، لاستكمال المهمة التي عاد من أجلها إلى وطنه الأصلي.

Lorchestre-de-Minuit-550x309

 تتواصل أحداث الفيلم برحلة البحث عن أصدقاء الراحل من الموسيقيين، والإعداد لمراسيم الدفن، رفقة سائق سيارة أجرة (عزيز دادس) سيساعد الابن (أفيشاي بنعزرة) على اقتفاء أثر أعضاء الفرقة، بروح مبادرة واستعداد عفوي للتعاون وإبداء شعور التسامح، مما سيجعل العلاقة تتوطد بين الاثنين، ويؤدي بالشاب اليهودي إلى تعديل وتصحيح الكثير من الأفكار المسبقة لديه عن الآخر/المسلم وبالتالي حصول قناعة عنده بإمكانية التعايش والانسجام بين المسلمين واليهود في إطار بلد واحد دون أي مشاكل.
 يطرح “أوركسترا منتصف الليل”، من جديد، مسألة تعامل السينما الوطنية مع موضوع التعايش والتعدد الثقافي بتركيز عدسة الكاميرا، على التداخل والانسجام بين المكونات المتعددة للحضارة المغربية من خلال التراث الشعبي، وطراز العمارة “آر ديكو”، لأحياء اليهود المغاربة، والرموز الروحية للمسلمين واليهود والمسيحيين (مقبرة اليهود، وأذان صلاة الفجر، …).
المخرج جيروم كوهين أوليفر، عبر في كلمة قبل عرض الفيلم على شاشة سينما روكسي، عن بالغ سعادته بانجاز هذا الفيلم، معتبرا أنه يندرج ضمن قناعة شخصية بضرورة إعادة الاعتبار لملف هجرة اليهود المغاربة والكشف عن قساوة المعاناة التي رافقت هذه الهجرة ماديا ونفسيا، معربا عن سعادته البالغة بقبول ترشيح ومشاركة فيلمه ضمن فعليات هذا المهرجان.

 ويلعب أدوار البطولة في الفيلم مجموعة من الكوميديين، من أبرزهم عزيز داداس، أفيشاي بنعزرة، مارسيل بوطبول،جاد المالح، حسن الفد، أمل عيوش، فاطمة هراندي وآخرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *