فاصل ثقافي – عبد العزيز الدراز
لم تمنع الأمطار الغزيرة، التي تهاطلت مساء أمس على طنجة، الجماهير العاشعقة للسينما من الحضور بكثافة إلى قاعة سينما روكسي لمشاطرة فناني ومهنيي الشاشة الكبيرة افتتاح عرس السينما الوطنية في دورته السابعة عشر.
حفل الافتتاح، وعلى خلاف الدورات السابقة، تميز بتأثيث جديد لمنصة قاعة روكسي من خلال إضاءة زاهية متنوعة الألوان والتوزيع، وتنصيب شاشة رقمية كبيرة خلف سيتارة العرض خصصت لعرض موجز الأفلام المشاركة ضمن المسابقتين الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة، فضلا عن صور فقيدي السينما المغربية خلال الفترة الأخيرة، رفقة عزف موسيقي فردي رائع، صفق له الجمهور بحرارة، أداه كل من الفانين عازف الناي عماد كوالا، وعازف الأركون فتاح النكادي.
مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، في كلمة بالمناسبة، دافع عن حصيلة ولايته الانتدابية في مجال دعم السينما الوطنية من منطلق إيمانه بأن السينما أكبر من أن تحشر في صندوق الإيديولوجيا، في محاولة واضحة إلى الرد على منتقديه ومنتقدي حزبه ذي المرجعية الدينية الذين يعتبرون أن هذا الحزب خاض ويخوض حملات شرسة، ومبطنة من خلال جناحه الدعوي التوحيد والإصلاح، ضد حرية التعبير والإبداع ومنع الأعمال الفنية التي تتعارض مع منطلقاته الايديولوجية.
واستعرض الخلفي جملة مما اعتبره منجزات إيجابية تحققت في ظل توليه المسؤولية، مشيرا في هذا السياق إلى أن من حق مهنيي السينما محاسبته على بعد سنة من انتهاء ولايته الانتدابية. وذكر الخلفي أنه من جملة القرارات الهامة التي اتخذتها وزارته هي إقرار مجانية الولوج إلى المعهد الوطني للسينما، ورفع قيمة الدعم المخصص للانتاج الوطني، ودعم حرية الابداع، والحيلولة دون إغلاق قاعة سينمائية واحدة طيلة مدة ولايته، وتمكين السينمائيين من حق المرافعة والطعن أمام لجنة الدعم.
بعض الأصوات من داخل القاعة لم تتأخر في الرد على الخلفي معتبرة أن خطاب الخلفي هو حملة انتخابية مبكرة موجهة للفنانين، فيما ردت، بمزيج من الدهاء والذكاء، المقدمة المعهودة لدورات المهرجان الوطني للفيلم، فاطمة النوالي، على أن العبرة ليست بالحيلولة دون إغلاق القاعات السينمائية وإنما الأهم هو فتح قاعات جديدة بمعايير تتناسب مع العصر وتستجيب لطموحات ومطالب المهنيين والجمهور العاشق للسينما.
