بـــــــاريـــــس تــــمـــنــــــع “أقــــــفــــال الحــــــب”

12654368_1023680854321658_3253405692922604137_n

حتى اليوم، يواصل العشاق تعليق “أقفال الحب” على الجسور الرابطة بين ضفتي نهر السين، وسط العاصمة باريس، إذ يكتبون أسماءهم بالحبر الدائم، أو ينقشونها على القفل مباشرة، والتاريخ الذي علقت فيه، ومنهم من يضيف رسالة قصيرة، ويعلقونها على شبابيك الجسر، ويرمون المفتاح في النهر… وهم بذلك، يعبرون، بهذه الطريقة الرمزية، عن الحب الذي يجمعهم، أملا في ديمومته وخلوده…

وحسب العارفين، فمنذ سنة 2008، تحولت هذه الجسور إلى قبلة للعشاق، من سكان العاصمة وزوارها، غير أن فضاء الجسور الممكن أن تعلق عليها الأقفال أصبح ضيقا بعد أن أزيلت شرفات أغلب الجسور، وتم تعويضها بأخرى لا يمكن التعليق عليها. وهو ما من شأنه أن يخيب آمال الآلاف ممن وجدوا في هذا التقليد وسيلة عصرية للتعبير عن مشاعرهم…

ويعزو مسؤولو بلدية باريس الأسباب التي دفعتهم إلى اتخاذ قرار إزالة ما يقارب مليون قفل، وضعها، على مر السنين، عشاق زاروا باريس عاصمة “الحب والرومانسية” إلى أنها تفسد جماليات الجسور، وتضر البناء، إضافة إلى الخوف من أن يعرض الوزن الثقيل للأقفال الجسور للخطر، سيما أن جزءا من سور واحد من أشهر الجسور (جسر الفنون الملقب بجسر الحب) الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، انهار، بسبب ثقل وزن هذه الأقفال، ما يهدد بسقوط الجسر بكامله، ويشكل خطرا محتملا على الملاحة في نهر السين، أسفله، خصوصا أن جسر الفنون وحده، مثلا، كان يحمل أزيد من 700 ألف قفل… تزن مجتمعة زهاء تزن قرابة 45 طنا كاملة من الحديد، قررت البلدية صهرها واستغلالها في عمل فني جديد يزين باريس ويرمز أيضا للحب، كما قررت استبدال الأسوار، على جوانب الجسور، بألواح عليها أعمال فنية… هذا، ناهيك عن تخوف البلدية من أن تساهم المفاتيح، التي تلقى في نهر السين، في ارتفاع التلوث في هذا النهر…

وحسب كثيرين، فأصل هذا التقليد غير معروف، لكن المؤكد هو أنه بدأ في أوروبا الشرقية، في فترة الثمانينات والتسعينات، ثم انتشر في أوروبا الغربية بعد عام 2000، وهو تقليد موجود أيضاً في الصين…

وبدأت هذه العادة في 2008 بجسر الفنون، قبل أن تتوسع لتغزو شبابيك وشرفات باقي الجسور كجسر ليوبولد سيدار سنغور، وجسر المطرانية (L´ARCHEVỆCHÉ) وهذا الأخير هو الوحيد المتبقي، راهنا، وإن أزيل أحد جانبيه، في انتظار إزالة الجانب الثاني هو الآخر، (الصور رفقته تحيل على هذا الجسر)…

وتعتزم بلدية باريس تعويض الألواح الخشبية والحديدية الموجودة على جنبات الجسور بلوحات فنية لفناني “الستريت آر” (فن الشوارع) العالميين، وبلوحات بلاستيكية شفافة لمنع محاولة المحبين تعليق الأقفال مجددا…

عـــــلــي بنساعود

الكاتب علي بنساعود فوق أحد جسور باريز المزينة بأقفال الحب سنة2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *