لقاء مفتوح مع الكاتب الفرنسي غيوم جوبان حول روايته الجديدة ROUTE DES ZAËRS   بمكتبة الفاصلة بطنجة  

IMG_0009

نظمت مكتبة الفاصلة بطنجة، بشراكة مع جمعية ثقافات المتوسط، لقاء أدبيا مع الكاتب الفرنسي غيوم جوبان Guillaume Jobin حول صدور روايته   “ROUTE DES ZAËRS” الصادرة في طبعتين سنة 2015، وذلك مساء الجمعة 22 يناير بفضاء المكتبة.

وقد أطر اللقاء ذ. رشيد خالص وترأسه ذ. أحمد عبو. كما تميز بحضور ثلة من المثقفين والمهتمين مغاربة وأجانب.

وفي ختام اللقاء تم توقيع الكاتب لروايته الجديدة وبعض كتبه الأخرى.

ومن خلال سلسة من الأسئلة التي طرحها مؤطر اللقاء ذ. خاص والجمهور الحاضر تحدث غيوم بإسهاب عن تجربته مع الكتابة الروائية والتاريخية، وعلاقته بالمغرب وتداخل اهتماماته التاريخية مع عوالم الرواية فيما يرتبط بأدب الجاسوسية. كما تطرق الى العلاقات المغربية الفرنسية.

وحول تجربته الروائية اعتبر غيوم نجاح الرواية في طبعتها الأولى ثم الثانية يعود الى الأسلوب الجديد في الكتابة المعتمد على أدب الجاسوسية الذي لم يعرفه المغرب بعد ، ما عدا رواية ظهرت في طنجة تحت عنوان Confession blanc ، مشيرا الى أن حادثة محاولة ابتزاز القصر الملكي من طرف صحافيان فرنسيان دفعته بقوة الى إصدار رواية طريق زعير التي تتضمن أحداثا يتداخل فيها التاريخي والخيالي اعتمادا على أحداث تؤثر فيها شخصيات وجواسيس، وتتحدث عن مواقع أمنية وسياسية في غاية الحساسية.

الى ذلك انتقد غيوم النظرة السائدة عن المغرب في المغرب ذاته وفي فرنسا فهي إما تقدمه بطريقة فلكلورية كفضاء للشمس والبحر والكسكس.. الخ أو نظرة سلبية جدا تشير الى عدم تغير أي شيء وأن المخزن وليوطي لازالا يحكمان القبضة عليه سياسيا واقتصاديا وثقافيا. وأوضح أنه ضد النظرتين المتعارضتين وأن المغرب وتاريخه وعلاقته بفرنسا تحتاج الى قراءة موضوعية للأحداث التاريخية.

وشدد غيوم على أن المغرب “قطعة جيوستراتيجية” على الصعيد الدولي في الوقت الذي لا تمثل الجزائر أو تونس أي قيمة استراتيجية على الصعيد الدولي ذاته. فأكبر سفارة أمريكية في المغرب هي السفارة الأمريكية. كما أن فرنسا هي المساند الأول للمغرب في أوربا في موضوع الصحراء وغيره. ولولا إيمانه أن الأشياء تتحرك في المغرب. لما كانت لغيوم الشجاعة في التطرق الى موضوع حساس في روايته طريق زعير خصوصا ما يتعلق بالجاسوسية والحديث عن الطريق الواقعية التي تخترق مربع الحكم في المغرب وتفصل بين قصرين ملكيين وتحتضن جنباتها ألسفارات الأجنبية.

وخلال تفاعله مع الجمهور هاجم غيوم المؤرخين الأكاديميين من أساتذة الجامعات سواء في المغرب أو في فرنسا، مشيرا الى أنه يكره الجامعة والجامعيين لأنهم ينتقدون كتاباته التي تسعى الى كشف بعض الحقائق المسكوت عنها خلال وجود فرنسا في المغرب.

ومن الناحية السياسية اعتبر غيوم أن قطاعات مختلفة من اليمين واليسار بفرنسا تساند فضايا المغرب. لكن هناك قطاعات أخرى ضده. مشيرا الى أن الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران كان صديقا للمغرب، رغم كون زوجته دانييل ميتران، وبعض اليساريين، من المساندين للبوليزاريو. موضحا أن اليسار الفرنسي ليس بالضرورة ضد المغرب كما يعتقد، وكذلك اليمين فليس كله مساند لقضايا المغرب فتيار شارل باسكوا وزير الداخلية الفرنسي السابق يميلون الى الجزائر على حساب المغرب.

من جهة أخرى تحدث غيوم عن ممارسات بعض وسائل الاعلام الفرنسي التي تحمل أفكار مسبقة سلبية عن المغرب، كما هو الشأن في خط تحرير جريدة لوموند أو إذاعة فرنسا الدوليةRFI. ..الخ متهما إياها بعدم توخي الموضوعية والمهنية في تتبع أخبار المغرب. وقال أن الصحفيان اللذان حاولا الحصول على رشوة من القصر الملكي المغربي مدانان تماما وقضيتهما وقضية زكريا المومني تبين مدى العداء الذي تكنه بعض الأوساط للمغرب.  وسخر قائلا “إن الحسن الثاني هو الذي كان يصحح مقالات إريك لوران فكيف انقلب بمجرد موت الحسن الثاني؟

يشار الى ان الكاتب غيوم  جوبان هو دكتور في الطب، رئيس المدرسة العليا للصحافة بباريس وفروعها بكل من بروكسيل والجزائر وتونس والدار البيضاء وأخيرا الرباط. ويعتبر من الباحثين المهتمين بقضايا التاريخ المغربي الفرنسي خلال عهد الحماية.

وفي السياق ذاته جاء إصداره لكتاب “محمد الخامس.. السلطان” الصادر عن دار النشر “كازا إكسبريس”سنة 2014. كما سبق له أن أصدر كتابا حول المقيم العام ليوطي سنة 2014 ضمن سلسلة “فرنسا في المغرب” المكونة من ثلاثة أجزاء..
وأصدر غيوم جوبان، العديد من الكتب ويمضي وقته متنقلا بين باريس والرباط والدار البيضاء. فهو متزوج من فاضلة القاضي المختصة في الموضة والأزياء والفاعلة المدنية رئيسة Association du concervatoire des arts de la broderie de sale. وقد خصص حقوق الطبع المتعلقة برواية طريق زعير لفائدة هذه الجمعية المختصة في تكوين الشباب العاطل عن العمل في ميادين الصناعة التقليدية. كما ان غيوم أسس قبل ثلاث سنوات دار كازا إكسبريس للنشر التي أصدرت لحد الآن25 كتابا. وهو بصدد كتابة رواية طريق الصحراء. ويعد كتابا تحت عنوان: “الحسن الثاني أميرا”. كما أن مشروع تحويل رواية طريق زعير الى فيلم سنمائي قيد الدرس مع أحد المخرجين.

IMG_0044IMG_0040IMG_0036

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *