فجر الباحث المغربي الدكتور سعيد يقطين قنبلة من العيار الثقيل عندما تحدث عن غياب البحث العلمي في مختلف الأبحاث والأطاريح الجامعية المتعلقة بالدراسات الأدبية مشيرا الى أن ما هو علمي فيها فقط يتعلق برصد المراجع والمصادر واحترام قواعد اللغة. أما ما هو علمي فلا وجود له.
وشكك يقطين -في عموده الأسبوعي بجريدة القدس العربي اللندنية- في مصداقية مناقشات الأطاريح بكليات الآداب التي تركز على الأخطاء اللغوية والمطبعية ولا تعير أدنى اهتمام للمنهج. مشيرا الى البحث الأدبي تعمه مجموعة من الأساطير من قبيل «النص يفرض المنهج»، أو «النص لا يمكننا تحليله بمنهج واحد»، و”هذا خير دليل- حسب يقطين- على عدم أخذنا بأسباب البحث العلمي، رغم كثرة ترديدنا لمقولات المنهج والتحليل والبحث العلمي؟ وعدم إيماننا بالبحث العلمي، وإن كنا نزعم غير ذلك”.
وأضاف يقطين أن العديد من الباحثين يتحدثون عن وجود منهج تكاملي مشيرا الى أن تدخل ذاتية الباحث وتداخل المناهج يبقى سيد الموقف في مختلف الدراسات الأكاديمية، سواء بين ردهات الكليات أو أروقة المؤتمرات، أو على منابر الإعلام الثقافي والمجلات “المحكمة”.
وبهذه الصرخة يكون سعيد يقطين قد وضع الأصبع على الجرح الذي أصاب البحث”العلمي” في مجال الدراسات الأدبية واللسانية في كليات الآداب بالعالم العربي التي تحتفل بمرور مائة عام على ظهورها تقليدا لما جرى في البلدان المتطورة.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل سيتخلى يقطين عن عشرات الدراسات التي أنتجها في مجال البحث الادبي والدراسات النقدية بوصفه واحدا من الباحثين المتخصصين في السرديات والمعرفين الأوائل بنظرية السرد عند جيرار جنيت في كتابه “تحليل الخطاب الروائي”. ثم انتقل الى إنجاز أبحاث ودراسات حول النص الرقمي.