“مسرح المحكور”: الشارع لا يتحاشى التابوهات

مسرح المحكور

رغم أن العروض المسرحية في الشارع باتت أمراً متواتراً، وبالتالي مقبولاً أكثر فأكثر من قبل المواطنين والسلطات في الفضاءات العربية العامة، إلا أن بعض الحوادث تشير إلى محدودية تحرّك الفرق التي اختارت هذا النوع من الفن.
في المغرب، تخصصت فرقة “مسرح المحكور” من الدار البيضاء في “مسرح الشارع” أو ما تطلق عليه “مسرح المنتدى”.
تعرف الفرقة في الأسابيع الأخيرة تضييقات على عروض مسرحيتها، منها مسرحية “بحال بحال” ، في عدد من المدن المغربية تحت ذرائع مختلفة، كان آخرها يوم 1 غشت الجاري في مدينة فاس، قبل 15 دقيقة من انطلاق العرض.
يتناول العمل حياة المهاجرين الأفارقة، القادمين من دول جنوب الصحراء إلى المغرب، ويتعرّض إلى الصعوبات التي يواجهونها للاندماج داخل المجتمع المغربي، وهو موضوع يصنّفه بعضهم في خانة “التابوهات” في المغرب، لأسباب ليست سياسية بالضرورة.
في حديث له منشور على شبكة التواصل الاجتماعي، يعدّد المشرف على المسرحية، مهدي أزدام، المدن التي مُنعت فيها الفرقة من أداء المسرحية، فيذكر الرباط وطنجة وفاس.
كما يكشف أزدام أنه “في كل مرة، يتم تقديم مبرّر غير مقنع للمنع، حيث أُعلمنا في مدينة فاس بأن هناك أوامر بمنع أي نشاط في الشارع. بينما رفضت السلطات في الرباط مدّنا بالترخيص لعرض المسرحية، وفي طنجة لم يقدّم أي مبرر لمنع المسرحية”.
ويؤكد أزدام، أن “المدينة الوحيدة التي سُمح فيها عرض المسرحية هي الدار البيضاء، حيث عُرضت في ساحة المارشي والبوطوار”.
طبعاً، لا يرجع سبب المنع إلى الإجراءات والأسباب التي تستدعيها السلطات، فموضوع المسرحية يبدو أنه يثير توقعات بأنه يمكن أن يفضي إلى تجاذب في مكان عام، وهو ما تتحاشاه السلطات المحلية.
وربما تكون المسألة أبعد، فطالما عُرفت الفنون التي تمارس في الشارع، مثل الغرافيتي أو الرقص الجماعي، بأنها تتضمّن فكرة الخروج عن السلطة أو التحريض عليها.
وقد يكون أن المسؤولين عن قرارات المنع يستبطنون عقل السلطة ورغبتها في تحاشي أن تتوسّع دائرة النقاش في موضوع مسكوت عنه، وهو ما تدعو إليه المسرحية، مثل موضوع العنصرية في المجتمع المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *