قال نور الدين الصايل المدير السابق للمركز السينمائي المغربي إنه “كلما تقدم الجهل، تزايد الاستعمال السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي التي حولها البعض إلى منصة لتصريف عدائه مع العالم من خلال السب والشتم”، مستغربا حجم السلبية والتهجم الذي يؤثث الفضاء الافتراضي.
وأشار الصايل، متحدثا في إطار ندوة حول الطفرة الرقمية، ضمن فعاليات الدورة 15 لمهرجان ثويزا، المنظم بطنجة تحت شعار “تحول القيم في العصر الرقمي”، إلى أنه لا يمتلك أي منصة على شبكات التواصل، مكتفيا بتطبيق الواتساب الذي يتبادل عبره نقاشات مع دائرة ضيقة من المعارف، كخطوة للحد مما وصفه بتداعيات الطفرة النوعية للتطورات التكنولوجية، التي توجت بهذا الكم الهائل من الرقمنة الممثلة في الأجهزة الذكية، وتطبيقاتها التي عززت الجانب الاستهلاكي، دون أن يكون لأصحابها نصيب من الاختراعات أو الابتكارات، وهو ما فضل الصايل وصفه بالكارثة.
غياب الرقابة الذاتية في ظل انتشار مستوى الجهل، دفع بالمقابل إلى تنامي الحرية الذاتية حد التطرف على شبكات التواصل، خاصة أن العديد من الحسابات غير معروفة الهوية، مما يسهل على صاحبها تصريف جهله، وعنفه المعنوي ضد المخالفين، وهو ما اعتبره الصايل، تناقضا مع القيم المجتمعية التي يتم الدعوة لها، من قبيل احترام التعددية والحق في الاختلاف.
واعتبر الصايل أن الحل الوحيد للحد من هذه الظواهر الجديدة، التي تغزو العوالم الافتراضية، هو نشر الوعي انطلاقا من التعليم، للحد من التأثيرات المدمرة للأمية بقيم التعايش، مذكرا أن الرقمنة تستدعي التسلح بالوعي المتنور حتى لا تتحول إلى منصات لتكريس التطرف وسلاحا مدمرا في أيدي من يروجون للظلامية بشتى اصنافها.